الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

قسوة حبيب




كان بإمكانها ان تكون من حملة الدرجات العاليه فقد كانت الاولي على دفعتها بالثانوية العامة ، كان بإمكانها ان تكون سيدة مجتمع من الطراز الاول ..فقد كانت فتاة مثاليه مرحة ، جميلة بل جميلة الجميلات اما عن اخلاقها فالكل كان يستشهد بطيب قلبها واسلوبها في معاملة كل من عرفها ..
ولكن هي اختارت حياتها لقريبها وفضلته على الكثيرين الذين كانوا يطلبون ودها من المجتمع الراقي ويسعون لرضاها
فهي ذات حسب ونسب وجمال .. رفضت كل هؤلاء لتختار من قلبها هواه ، هو ايضاً اختارها برضاه ومحبة عائلته لها
سيدة تركت خلفها كل ماتطمح اليه اي فتاة في جمالها وذكائها لتكون زوجة وام وسيدة منزل حتى في دراستهم خارج البلد لم تكمل تعليمها وفضلت العناية بصغارها وزوجها الحبيب …
وتمضي السنين ويكبر صغارها ومازالت تعيش لهم فقط .. فليس لها من صديقات الماضي سوى الذكرة ، لم تشعر
بالنقص يوماً وهي تشاهد صديقاتها في اعلى المناصب ، ولم تغار لكونهن يتجمعنا ويتزاورن بين فترة واخرى
فكانت سعادتها اكبر من كل ذلك
اصبحت جدة ومازالت ابتسامة الرضى مرتسمه على شفتيها هكذا اعتاد عليها كل من رأها لم يعلموا مايخفيه
قلبها من حزن والم ..
الى ان داهمتها الامراض واصبحت لاتكترث لجمالها ولا اناقتها التي اعتاد الناس عليها وكان كل من رأها يسألها
مااصابك ولما اصبحتي هكذا ؟؟؟
تبتسم لا اعلم …!
الى ان اتى اليوم الذي لم تستطع اخفاء مابداخلها وصرخت باكية هو ..هو من فعل بي هذا ..
كان يريدني ان اكون الزوجة المطيعة والام الرحيمة ونسى انوثتي ولم اكن الا جارية له فقط ..نسى بعد سنين
الحب الذي ربطنا .. نسى كل تضحياتي لأجل تكون مملكتي مثالية وكانت مكافئتي بعد عشرة السنين ان يقول
ارحلي من حياتي يابشعة ..استغربت من ندائه اياها بهذه الكلمة لتسأله اتمزح ؟ قال لا فانتي كريها ولا استحمل العيش معك … انهارت وبكت قائلة ولكني مازلت اراك سيد الرجال و وحبيب قلبي كما كنت قبل ثلاثين عاماً
لم يدعها تكمل وخرج وهو يغلق الباب بكل مافيه من قوة وكانه يغلق قلبه عن حبها وكل ذكرياته الجميلة بحلوها ومرها
وتركها حائرة في تسألات لماذا؟وهل اخطئت حين فضلت ان اكون له ولعائلتنا ؟ اما هي قسوة رجل مات ضميره؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق